الحكومة الإيطالية تدعو لاجتماع طارئ للوزراء بسبب الجفاف

الحكومة الإيطالية تدعو لاجتماع طارئ للوزراء بسبب الجفاف

دعت الحكومة الإيطالية برئاسة جيورجيا ميلوني، إلى عقد اجتماع في الأول من مارس، لدراسة التدابير المستقبلية للتخفيف من حالة الطوارئ، ومناقشة انخفاض نسبة الموارد المائية المتاحة بالفعل، وضرورة تقليل الأوقات التي تقلل من الهدر للمياه، وفقا لصحيفة "الجورنال" الإيطالية.

وقررت ميلوني عقد الاجتماع بناء على طلب من وزير الزراعة فرانشيسكو لولوبريجيدا، ووزير البيئة وأمن الطاقة، جيلبرتو بيتشيتو فراتين، والحماية المدنية، نيلو موسوميسي، من بين آخرين.

وأكد وزير الحماية المدنية والسياسات البحرية الإيطالية، نيلو موسوميسى، أن تقنين المياه هو الحل الوحيد لمواجهة الجفاف الذي يجتاح البلاد، وحظر استخدام مياه الشرب لأي أغراض أخرى، حسب ما نقلت صحيفة "المساجيرو" الإيطالية.

وتستعد إيطاليا لصيف حرج بسبب الجفاف الذي تعاني منه في ظل قلة الأمطار والثلوج على جبال الألب وأبيناين، وتدرس الحكومة إجراءات لضمان مياه الشرب.

كما حذر، رئيس سلطة محميات الأبينيني المركزية ماركو كاسيني، من أنه "يجب أن نستعد لصيف حرج آخر"، ودافع عن "الحاجة إلى تنفيذ إجراءات للتعامل مع حالات الأزمات المحتملة".

الجفاف يهدد 3.5 مليون إيطالي

وفي السياق، حذرت منظمة Legambiente البيئية من الأبعاد التي تصل إليها مشكلة الجفاف في إيطاليا، المشتقة من ندرة هطول الأمطار، خاصة في نهر بو، وهو الأكبر في البلاد، في انخفاض تاريخي في مستويات المياه، حيث يُظهر انخفاضًا بنسبة 61% في حجم المياه المعتاد، وخاصة في شمال البلاد، حيث تعاني الأنهار والبحيرات من نقص حاد في المياه.

وحول نهر بو، في المناطق التي تمثل ثلث الإنتاج الزراعي للبلاد، تم إعلان حالة الطوارئ بعد أن عانت أسوأ جفاف منذ 70 عامًا.

كما حذر رئيس الرابطة الوطنية لاتحادات الأحواض، فرانشيسكو فينتشنزي، في بيان من العواقب الوخيمة لهذه المشكلة البيئية، حيث يمكن أن يؤثر الجفاف على حوالي 3.5 مليون إيطالي في الأشهر المقبلة.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40 % في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية